فلق الصباح
علي بتيك
العهدة الانتقالية

لايختلف اثنان في أن الفترة الانتقالية التي نحن بصددها هي من أسوأ فترات الانتقال ربما ليس في السودان فحسب كونها انحرفت عن أهدافها وقادت البلاد إلى شفا جرف هار وهاوية سحيقة وحرب كادت أن تودي بها لولا لطف الله ثم صمود القوات المسلحة.هي فترة لم تحقق رضا السودانيين على اختلاف خلفياتهم ومشاربهم ولاحتى أولئك الذين تولوا زمامها وهم من أقبل بعضهم على بعض يتلاومون لتحصد الفترة الانتقالية إدانة ومن كل الأطراف بما فيهم لجان المقاومة الذين نعتوا ما حدث من قبل مجموعة أحزاب الحرية والتغيير “بسرقة الثورة ” كونهم فشلوا في إدارة الدولة وتحويل الشعارات إلى واقع يحقق العدالة الانتقالية ويبسط الحريات للجميع دون إقصاء.بل تعمدوا تغييب الإرادة الشعبية ممثلة في المجلس التشريعي المنصوص على قيامه في تسعين يوماً كما في وثيقتهم الدستورية التي اكلتها دابة الأطماع السياسية.
كان دأب جماعة الحرية والتغيير افتعال معارك “دونكشوتية” تارة في مواجهة المكون العسكري وحركات اتفاقية جوبا شركاء الفترة الانتقالية وتارات آخر مع عناصر نظام الانقاذ ومامسلسل لجنة التمكين “المدبلج” إلا ضرب من التضليل الإعلامي الذي مارسوه ضاربين بالعدالة عرض الحائط.هم يفعلون كل ذلك مداراة لفشلهم.ثم كانت قاصمة الظهر استهدافهم للجيش والأمن والذي كانت بدايته بالفصل والإحالة ثم بحل قطاع العمليات القوة الضاربة عالية الجاهزية البارعة في حرب المدن والشوارع مع إصرار على إبقاء الدعم السريع ثم تحالفهم معه والذي توجوه باتفاقهم الإطاري ثم اتبعوه باتفاقهم معه في أديس غير آبهين بتمردهم وما اقترفوا من جرائم إن في حق الوطن أو المواطن..وأخيرا وبعدما أصبحوا أداة في أيدي المخابرات الأجنبية التي نقلتهم إلى يوغندا ليتهامسوا حول مشروع “حكومة منفى” اختلفوا حوله فخرجوا بما أسموه “نزع الشرعية” مما جعلهم محل سخرية واستخفاف.
لقد بدا واضحاً أن تحالف “تقدم” يحتضر تماماً كما المليشيا المتمردة لذلك يهرولون تجاه كل باب ويهرعون تلبية لكل دعوة في سويسرا كانت أم في مصر لاهثين من أجل العودة إلى السلطة.لكن الجيش أخذ بزمام الأمر والتف الشعب من حوله وأفلح في تصديه لمخططات الأعداء المنطلقة من الإمارات ويمضي مركزاً جهوده على الحسم العسكري وهو ما سيقطع الطريق على محاولاتهم البائسة اليائسة تلك.
ربما على الحكومة القائمة خاصة مجلس السيادة ألا يلتفتوا لهؤلاء وأن يمضوا بقوة في معركة الكرامة تطهيرا للأرض وحتى تضع الحرب أوزارها ومن ثم الانتقال لمرحلة البناء وإعادة الإعمار وإرساء دعائم الاستقرار لعهدة انتقالية أمدها ثلاث سنوات التفويض فيها ينعقد لقيادة الجيش وحكومة برنامج ذات كفاءة تعمل على بسط الأمن وتوفيق أوضاع حركات دارفور والإصلاح الاقتصادي وترميم العلاقات الخارجية وقيام مجلس تشريعي ومن ثم تهيئة البلاد للاستحقاق الانتخابي المفضي لانتقال السلطة لمن يحظى بتفويض الشعب.




