مقالات

أ. شاذلي عبدالسلام محمد يكتب … ثم ماذا بعد

fjajpress.net

 رأي إعلامي

أ. شاذلي عبدالسلام محمد

 

أ. شاذلي عبدالسلام محمد يكتب ...  ثم ماذا بعد
ا. شاذلي عبدالسلام محمد

ثم ماذا بعد

تتواتر الأحداث وتتسارع الوتيرة وكأن السماء قررت أن تنقل المعارك إلى مدن كانت دوما عنوانا للصمود وقبلة للثورة في عطبرة مدينة الحديد والنار تلقي المسيرات بظلالها الثقيلة لتطل علينا من غياهب السماء دون سابق إنذار محاولة بث الفوضى في مدينة عصية على الانكسار عصية على الخضوع ومع كل سقوط لمسيرة يتبادر السؤال إلى الأذهان: ثم ماذا بعد؟

عزيزي القارئ ان عطبرة بتاريخها المشرق ليست كأي مدينة بل هي رمز الثورة وأيقونة النضال و هنا تعلم الجميع كيف يصنع الحديد ليواجه العواصف وكيف تصنع النار لتضيء طريق الكرامة و من هذه الأرض خرجت أجيال تؤمن بأن الوطن أغلى من كل شي وأن التحديات مهما عظمت ليست إلا اختبارا للصمود واليوم، يراد لهذه المدينة أن تختبر من جديدلكن الأقدار شهدت مرارا أن عطبرة لا تهزم ولا ترضى أن تكتب صفحاتها إلا بحبر الانتصار..

عزيزي القارئ ان المسيرات التي تحلق فوق سمائنا ليست مجرد الة حرب صماء بل إنها رسالة مبطنة تحمل في طياتها الكثير من الإشارات لكن في المقابل هناك رسائل أخرى لا تحتاج إلى طائرات أو ضجيج رسائل صمت يكتبها الرجال الواقفون في الخطوط الأمامية أولئك الذين نذروا أرواحهم فداء لهذا الوطن في عطبرة وفي كل شبر من ولاية نهر النيل يقف جنودنا البواسل حراسا للوطن يسهرون لننام ويحمون لنطمئن….

عزيزي القارئ يبقى السؤال لماذا لم نر بيانات رسمية تطمئن الناس؟ ولماذا غاب الخطاب العلني عن هذه الأحداث؟ الإجابة بسيطة بقدر ما هي معقدة إن العمل العسكري لا يدار بالإعلانات وإنما بالتكتيك والحذر هناك معارك تخاض بصمت لأن الكلمة الواحدة قد تكشف خططاوقد تعطي العدو ميزة لا يقدر ثمنهاوان الصمت أحيانا سلاح والحرب ليست فقط في الميدان بل في عقول من يخططون ويديرون…..

احبتي يخطئ من يظن أن ولاية نهر النيل مجرد جغرافيا بل إنها قلب ينبض بالولاء وروح قاتل بلا تردد أما عطبرة فليست مجرد مدينةبل إنها الحصن الذي تتحطم عنده كل المؤامرات واليوم ونحن نشهد هذا الاستهداف المتعمد علينا أن نثق أن الجنجويد ومن خلفهم لن يجدوا طريقا إلى قلوب أهلها لان ولاءهم للوطن أكبر من كل الخيانات….

ثم ماذا بعد ؟ هذا السؤال الذي نحمله جميعا هو في الحقيقة بداية الإجابة “ثم ماذا بعد” ليس سؤالا عن القادم بل هو استفهام يحمل في طياته الثقة المطلقة والقادم يحمل أعباء نعم لكنه يحمل أيضا النصر الذي تكتبه عزيمة الرجال وعطبرة باقية و نهر النيل صامدة والقوات المسلحة عين لا تنام و إذا كنا نعيش لحظات صعبة فلنتذكر أن الصعوبة هي أول الطريق إلى المجد….

عزيزي المواطن إن سلامتك هي الأولوية القصوى ولذا عليك أن تكون حذرا في التعامل مع مثل هذه الأحداث و لا تقترب من أماكن سقوط المسيرات أو المواقع التي قد تكون مهددة بالخطر وابتعد عن التجمعات التي قد تعرض حياتك وحياة الآخرين للخطر……

عزيزي المواطن إن تصوير مواقع سقوط المسيرات أو نشر أخبارها على وسائل التواصل الاجتماعي قد يبدو تصرفا عاديالكنه في الواقع قد يضر بمصلحة الوطن فالعدو يراقب ويحلل وكل معلومة تنشرها قد تساعده في تحسين استهدافه أو كشف تحركات قواتنا فدع التفاصيل لأهلها فالقوات المسلحة تعرف جيدا كيف تدير الأمور…..

عزيزي المواطن إذا رأيت أي تحركات مشبوهة أو أنشطة غريبة لا تتردد في إبلاغ السلطات المختصة و تعاونك مع الجهات الأمنية يعزز من قدرتها على التصدي لأي تهديد محتمل….

عزيزي المواطن تذكر دائما أن الوحدة الوطنية هي الحصن الذي نحتمي به جميعا و دع الشائعات جانبا وثق في جيشك الوطني الذي يسهر لحمايتك وحماية الوطن و عطبرة بل ولاية نهر النيل بأكملها ستظل عصية على كل معتد بفضل وعيك وتكاتفك مع أبناء الوطن…….

في الختام هل نثق في جيشنا؟ هل ندرك أن الصمت أحيانا هو أقوى لغة تقال؟ هل نعي أن العمل العسكري ليس مشهدا يبث على الشاشات وإنما خطة تحاك بعناية في الظلال؟

احبتي إننا نقف على أعتاب أسئلة وجودية عن ولائنا و عن صبرنا وعن قدرتنا على أن نكون خط الدفاع الأول للوطن فهل نعي أن القوات المسلحة ليست فقط جنودا على الحدود بل فكرة وعقيدة وروح ترفض الانكسار؟

احبتي ان القادم لا يحمله إلا الواثقون الذين يتركون الأمور لأهلها ويوقنون أن الوطن يحمى بإرادة الرجال لا بثرثرة العامة فعطبرة باقية والنصر قادم والقوات المسلحة أقوى مما يظن وأذكى مما يقال فدعونا نثق… ودعونا ننتظر الإجابة الحقيقية خلف الصمت….

ثم ماذا بعد ….؟

إلى ان نلتقي……..

فجاج برس

صحيفة سياسة اجتماعية شاملة مستقلة ، تدعم حرية الرأي و الرأي الاخر، وحرية الاديان ، ونبذ خطاب الكراهية و العنصرية و القبلية و الجهوية و مكافحة المخدرات ، و تدعو للسلام و المحبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى