فلق الصباح
علي بتيك
روسيا قد دنا شكرها لا عذابها
إن الزمان قد استدار كهيئته تداولاً وتعاقبا استجابة لسنن الله في كونه فسالت مياه كثيرة تحت الجسر بعدما انهار الاتحاد السوفيتي وسقط جدار برلين وتفكك حلف وارسو وتلاشت منظومة “الكوميكون”. فتوغلت العولمة وانشبت أظافرها وعلت عندنا الشعارات المناهضة لكلا المعسكرين خاصة الروس جراء مافعلوا في عهد “البلاشفة” تجاه المسلمين إن في الداخل أو في الشيشان وأفغانستان. ثم ورثت روسيا الاتحاد السوفيتي فتغيرت المواقف فكان لزاماً أن تتبدل الشعارات من العذاب إلى الشكر والتكريم والتحالف لاسيما بعد استخدام روسيا لحق النقض ضد المشروع البريطاني والذي أثلج صدور السودانيين وكل المناهضين للآحادية والهيمنة الغربية وهم أكثر من مائة وتسعين دولة ومنهم من ارتفعت أصواتهم مؤخراً في الجمعية العامة مطالبة بإصلاح المنظمة الأممية وإجراء إصلاح هيكلي في مجلس الأمن الذي على عاتقه يضع الميثاق الأممي مسؤولية حفظ السلم والأمن الدوليين. وإن تعذر إلغاء حق “”الفيتو” فبإضافة دول أخرى كاليابان والبرازيل وألمانيا وصوتا لإفريقيا وأمريكا الجنوبية. ولايختلف إثنان في الخلل الماثل في المنظومة الدولية التي تعبر عن مصالح الأعضاء الكبار الدائمين المحصنين بحق النقض “فيتو”. فمثلاً الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت هذا الحق وأسقطت ستة عشر قراراً ضد دولة الكيان الصهيوني المحتل.وفي المقابل استخدمته ضد حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والذي عارضته دولة الكيان المحتل ابتداء.
وليس أمام الدول المسلمة إلا فرض إرادتها من خلال كيانات قوية توحدهم بعيداً عن منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية وعدم الانحياز والاتحاد الإفريقي وغيرها من الكيانات الهلامية العاجزة عن التأثير حتى على عضويتها.
أما على مستوى السودان يجىء تحرير سنجة ليضاعف أفراح السودانيين معززا ثقتهم في القوات المسلحة. إن الدعم الروسي دولياً والانتصارات التي تتحقق داخليا تحفز الدولة السودانية للمضي بثبات في ملف العلاقات الخارجية وعقد تفاهمات مع روسيا والصين وغيرهما حماية لمصالح البلاد العليا واستقطابهما للإسهام في برامج البناء وإعادة الإعمار.
ويحمد للدولة السودانية صمودها مجابهة لمخططات الأعداء الساعية لتفكيك البلاد وتفتيتها.وهي تحديات لاتزال ماثلة مما يستدعي تقوية الجبهة الداخلية اصطفافا مع القوات المسلحة في معركة الكرامة لتواصل زحفها صوب ود مدني وتتقدم لتطهير الخرطوم ومن بعدها تنطلق لرفع الحصار عن فاشر السلطان ومن ثم إعلان السودان خال من التمرد.



