الموقف المصري من مرايا الوضوح في زمن العتمة ..؟
علي يوسف تبيدي
بات الرأي المصري حول الازمة السودانية وعدوان المليشيا الارهابية علي السودانيين اكثر وضوحا ومباشرة ، اذ انه وعلى ما يحتفظ به السودانيين للمصريين حكومة وشعبا في تقديراتها الصحيحة للوضع في بلادهم خاصة بالنسبة للوضع الانساني ، فان الموقف الرسمي أضحى هو ترميتر تقاس عليه المواقف.
ومن الدور الايوائي الانساني ، إلى استقبال الملايين ، ثم التصريح مرارا وتكرارا ان مصر تقف بجانب الشعب السوداني ومؤسساته وانها لن تألوا جهدا في سبيل ايقاف الحرب ، هاهي الان تقود الجهود الاقليمية بمؤسساتها المختلفة ، وتقف إلى جانب الموقف الصحيح لا المرتاب او المتردد ، وليس ادل على ذلك من استصدار القرارات بفتح مكتب لمجلس السلم والامن الافريقي في العاصمة الادارية بورتسودان.
ان مصر الرسمية لم تتوقف ابدا علي بذل الجهود ، فالملف السوداني ظل دائم الحضور في كل القمم الرئاسية التي يكون فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وفي لقاءاته ايضا مع الموظفين الامميين ووزراء خارجية الدول الكبرى ، حيث استحوذ الملف السوداني على اهتمام عالي من جانب الرئاسة المصرية وظل شغلها الشاغل لاعتبارات الجوار والقواسم المشتركة بين الشعوب ، والبعد الامني للبلدين ، واستقرارهما المرتبط ببعضهما البعض دون انفكاك وفي كل الظروف.
ان الموقف المصري ايضا ظل في حالة تمرحل من مجرد الحديث الدبلوماسي ، للحديث الصريح في وصف القضية السودانية ، وذلك ايضا ليس مصادفة، وانما نابع من التقديرات الصحيحة والقراءات الناجعة لتلك الدولة ومؤسساتها التي تنطلق من العمق الاخوي نحو الافق الاستراتيجي والنظرة المنهجية لتقييم علاقات البلدين ، حيث ظلت بيانات الجانب المصري في الاونة الاخيرة تحمل توصيفا دقيقا عندما تطلق على الدعم السريع مصطلح المليشيا، وهو ما يؤكد على همجية تلك القوات ، التي باتت مكانا للتجريم في جميع منظمات حقوق الإنسان ، وبعض الدول التي ترى بعين الحقيقة وتقيم ما يجري في السودان.
وجاءت الحقيقة الكبرى التي سقطت فيها أقنعة المليشيا المتمردة ، وباتت الصورة الاوضح كما حدث في شرق ولاية الجزيرة من قتل واغتصاب ، وانتهاك صارخ للسودانيين ، حيث ارتكبت المليشيا ابشع جرائمها على الإطلاق ، وهو ما استدعي دولة مصر لاستصدار بيان ادانة واضح لتلك الفظائع التي يندي لها الجبين ، وللحقيقة فان دولا كثيرا ادانت تلك الافعال.
اننا عندما نتدبر الموقف المصري ونسوقه بالشواهد والقرائن ، نفعل ذلك من باب حث الجيران الاخرين ، للوصول للحقائق المجردة ، وللموقف الصحيح من الحرب مثلما تفعل الجارة مصر ، وانه لا يمكن ابدا وفي كل الاحوال الاعتماد علي مليشيا متمردة لتمثل حليف ، او صديق ، او حتى تصل لمقاصدها بالوصول للسلطة لتصبح بديل للدولة السودانية، والحقيقة انها ستنتهي إلى ما انتهت عليه الان ، من قطاع طرق ، ولصوص ، سينتهي بهم الامر للانتحار كما يفعلون الان.





