مقالات

طارق المادح يكتب… الفنان عثمان الشفيع…ذاكرة الجمال

فجاج برس

طارق المادح

الفنان عثمان الشفيع…ذاكرة الجمال

طارق المادحيكتب... الفنان عثمان الشفيع...ذاكرة الجمال
طارق المادح

و أنا (أتسكع) على صفحات ( السوشيال ميديا )..أواخر الليل بعيون نعسة..تشهق حواسي لڤيديو ثمل بتطريب الفنان القامة عثمان الشفيع يؤازره جمالا الفنان خوجلي عثمان مع رقراق أوتار عود تنساب كألسنة في مفاصل النعس.. و الفنانين الشفيع وخوجلي عثمان في ثنائياتهما المثرية في تلك الأغنية يوحي بعضهم لبعض زخرف الجمال المتناهي :(خداري ما بخلي..يا الأخدر لونه زرعي)..تشتعل بدواخلي ذكريات مطردة..كأنما الدنيا تمرح في صباها..تتقافز جزلة…فرحة بنا ، الدنيا عصر ذاك ونحن كذلك..ببداية سني دراسة المرحلة المتوسطة أواخر الثمانينيات أطوي المسافات راجلا من منزلنا بالثورة الحارة السابعة مرورا بالثورة الحارة الرابعة حيث يستقر بي المسير بالثورة الحارة الأولى حيث مدرسة الوفاق الوسطى وقديما قيل أن أمدرمان هي خلاصة السودان وكذا حارات الثورة هي خلاصة أمدرمان .فمدينة الثورة بحاراتها المترامية خلاصة. خلاصة السودان فأنعم بها من ألق..!! أمام منزله بالثورة الحارة الرابعة…يشمخ الشفيع عند ناصية منزله يحادث جيرانه دون تكلف ، و زهراته اليانعات (ذكريات) و (عزة ) يعدن من مدرسة الكمبوني . كنا نرقبه بنظرات ملؤها الإعجاب و شيء من إحتفاء ، نبادره بالسلام بأصوات خفيتة. فيرد متهللا بصوت جهور مشتق من نبرات غنائه (أهلا بيك ابني)..
كان بيته مرحابا بالأصدقاء من أهل الفن ونجوم المجتمع تكتظ الشوارع والازقة بسيارات زواره و محبيه ، فالمورد العذب مزدحم ، و من قال ان الفن والإبداع غير الكرم ؟!!
.رأيت بعيني رأسي وسمعت عند باب منزله كواكب الفن (ونقرشات مزهرهم ) الفنان عثمان حسين ، وقهقهات الكابلي، وتوادد سيد خليفة.،. وممازحات علي اللحو،..وزيدان ابراهيم ، وخوجلي عثمان…فما ظنك بمن يبرعون ويستبقون (مقالدة) العود..حتما سيفضي لهم بما هو أخص وأطرب وأمتع…وعند عودتنا بذات الطريق من دروسنا المسائية. نجد أن الفنان الشفيع تتدلى من كفه مسبحة طويلة تستبق خطاه لفضيلة الفوز بالإصطفاف بالصف الأول لصلاة المغرب بالمسجد المجاور..أذكر ذلك تماما بجلبابه الأبيض ينتعل حذاء قطنيا.
بالأمس إنبعث نغم الشفيع من (الفيسبوك) فأغض مضجعي وما حيلة قلب شغوف إستبد به ليل ، و غربة و شجن وذكريات .؟! فالكل يغني ليستمع له. عدا الشفيع يغني ليغني معه
لذا يندر أن تجد من يستمع للشفيع تطعه شفتاه على الإطباق والصمت ، و كأن الشفيع ملك أذواق الجميع فأحال كل مستمع لبلبل غريد يبادله نغم بنغم.. فنبراته النزاحة للاطلاق…وتصاعد نغماته التطريبية وتطاول وتمدد تموجاتة إلى أبعد مدى ..كأنه في رهان لإيصالك ذروة الطرب…إنه الشفيع وكفى ….الذي غنى للحب والجمال والوطن بثنائيتة مع توأم ابداعة الشاعر محمد عوض الكريم القرشي ..فسوداننا الذي أضمرناه في الحنايا لا يشبه سوداننا الماثل أمام أعيننا الآن.. بالأمس أنساب نغم الشفيع فهيج .أشجاني وتحناني (خداري ما بخلي انا وين يا الأخدر لونه زرعي** أنت تعلم قلبي مفعم..إمتي ترحم بيك مغرم، التجافي ديمة أظلم والوصال يا روحي أكرم)

فجاج برس

صحيفة سياسة اجتماعية شاملة مستقلة ، تدعم حرية الرأي و الرأي الاخر، وحرية الاديان ، ونبذ خطاب الكراهية و العنصرية و القبلية و الجهوية و مكافحة المخدرات ، و تدعو للسلام و المحبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى