`زاوية خاصة`
نايلة علي محمد الخليفة
المتوارون خلف لا للحرب
الطبيعة البشرية جُبلت على السلام ، وإشاعة روحه بين افرادها ، كيف لا والسلام هو اسم من أسماء الله الحسنى ، فأينما ساد السلام ، إطمأنت المخلوقات بما فيها البشر ، فالسلام ضرورة للحياة الإنسانيّة السويّة ، ترتفع أسهمه بالتآلف الذي يسود بين الدول والمجتمعات ، وسيادة القانون والقيم والأخلاق ، ومع السلام تقِل الحروب والخلافات ، والجهل والفقر وتبعاتهما.
أما الحروب هي حالة النشاذ ، قد تنشأ بين المجتمعات المحلية ، أو قد تكون حرب بين دولة ودولة ، أو بين دولة ومجموعة دول ، جمعتها أطماع إقتصادية ومصالح سياسية ، كما هو الحال في الحرب السودانية ، تعددت أطرافها الداخلية والخارجية ، ومع إشراق كل يوم جديد تتضح الرؤية شيئاً فشيئاً ، فبات من الواضح أن الثورة المصنوعة ، كانت بداية الشرك للإيقاع بالسودان ، في مصيدة بيت الطاعة ، للطامعين في موقعه وموارده ، ولأن الوصول للهدف الثمين صعب المنال ، إلا عبر عملاء الداخل ، أُوكِلت المهمة لذات الوجهين سياسيا ، (قحت .. تقدم) ، وعسكرياً لمليشيا الدعم السريع ، التي حنثت عن يمينها ، وخانت الوطن والمواطن .
دخل السودان في دوامة حرب ، شردت وقتلت أبنائه ، وأرتكبت فيها المليشيا كل المحرمات ، تحت سمع ونظر ما يسمى بالمجتمع الدولي ، الذي يُعد بعض أقطابه جزءً من المؤامرة على السودان ، فبدلاً من إدانة المليشيا ، والمسارعة في إدراجها تحت مظلة المنظمات الإرهابية ، نجد أن بريطانيا تسابق الخطى ، لإنقاذها وجناحها السياسي ، بتقديم مشروع قرار لمجلس الأمن أسقطه الفيتو الروسي ، الذي قطع حبل أفكار بريطانيا وحليفتها فرنسا ، اللتان إجتهدا في إقناع الروس ، بضرورة تمرير المشروع لدواعٍ إنسانية ، إلا أن التقاطعات في مجلس الأمن كان لها حديثاً آخر.
المؤسف حقاً أن شلة تقدم ، ماقبل طرح المشروع البريطاني ، على منضدة مجلس الأمن نشطت جداً هذه الشلة ، في الجولات الماكوكية بين العواصم ، وأبرز محطاتها كانت لندن ، التي تلقت منها وعوداً قاطعة ، فيما يبدو بتمرير مشروع القرار ، وابعد من ذلك الدفع بقوات اممية للسودان ، وقد إتضح ذلك من تصريحات قيادات تقدم للقنوات الإعلامية ، التي بدأت واثقة في وعود حامل القلم ، الذي تهشم أمام الفيتو الروسي.
المتوارون خلف شعار لا للحرب ، غضوا طرفهم عن جرائم المليشيا المتمردة ، بحق الشعب السوداني ، الذي يبرأ منها الضمير الإنساني ، لا لشيء سوى أنهم جزء أصيل من مؤامرة تركيع السودان ، التي بدأت بالثورة المشؤومة ، وانتقلت لاحقا لمربع الحرب ، بذات السيناريو وبنفس الممثلين والمخرجين ، وفات عليهم أن البطل واحد هو السودان ، جيشاً وشعباً ، مهما تعثر سيعود قوياً ، ويصرع خصومه ، وستشرق شمس العدل مهما تطاول ليل الظلم…لنا عودة





