`زاوية خاصة`
نايلة علي محمد الخليفة
الإحتفاء بالخائن خيانة

قطعاً خطوة الإستسلام التي أقدم عليها بالأمس ، المتمرد كيكل عسكريا لها ما بعدها ، لا سيما أن الرجل وحسب وصف ضباط الخلا ، هو لواء خلا وقائد الدعم السريع بولاية الجزيرة ، ولولاه لما دخل الدعم السريع المتمرد لولاية الجزيرة ، ولما إرتكب تلك الفظائع والجرائم على رؤس الأشهاد ، وعلى مسمع ومرأى العالم ، فالثابت الذي لا خلاف عليه أن المتمرد كيكل ، هو خائن ولو تعلق باستار الكعبة وطاف بها كل العمر.
بعد عملية تضيق الخناق على التمرد وإنفتاح الجيش على الأرض ، وقطع خطوط إمداد المليشيا ، أصبح المتمرد القاتل كيكل كبقية المتمردين ، في الخرطوم وولايات الوسط ، بين خيارين إما أن يهلك كما هلك أسلافه ، علي يعقوب وشيريا وصديقه المقرب البيشي ، وإما يستسلم للجيش ، وأختار الخيار الأخير بمساعدة الإدارة الأهلية ، وذوي القربى من العسكريين.
ربما هناك ضمانات جعلت الرجل يعلن استسلامه ، وأولها استفادته من فرصة العفو العام ، الذي أعلنها القائد العام للقوات المسلحة السودانية ، إلى جانب وساطة نافذين من قبيلة الشكرية لطي ملف تمرده ، فهل ياترى هذه السوانح ستكون بمثابة طوق النجاة ، لمن تسبب في قتل وتشريد الملايين ، من ولايتي الجزيرة وسنار ، وتسبب في هتك عروض بنات عمومته ، تحت سمع وبصر ذويهن ، فهذه الجرائم تندرج تحت بند جرائم الحق الخاص ، التي لا يسقطها عفو البرهان ولا تدخل الأهالي.
ظهور كيكل لحظة الإستسلام وهو يبتسم ، في حد ذاته استفزاز لمن تأذى من تمرده ، ظهوره وكأنه في مظهر إحتفائي لحظة الإستسلام ، إستفزاز لمشاعر من فقد فلذة كبده ، لمن ترملت وفقدت زوجها ، لمن أُنتُهكت اعراض حرائرهن ، وتم سبي بعضهن ، وبعن في أسواق الرقيق بدول الجوار ، إستسلام كيكل بالحسابات العسكرية إنتصار للجيش ، ولمن وقع عليهم الجرم ، خليط مابين الألم والدموع ، في لحظة حاسمة وإنفتاح للجيش ، كان الجميع يترقب إعلان القبض عليه حياً ، أو الإجهاز عليه .
إن نجا كيكل من القبض عليه اوقتله ، فهو قطعاً لن ينجو من الملاحقات القانونية ، لأصحاب الحق الخاص ، الذي لا يسقط لأي سبب كان ، وقد أستمعت وقت شيوع نبأ استسلامه ، لإفادات تتوعد وصدور يخرج منها الهواء الساخن ، ولفتاة إنهارت وهي تبكي وتردد ، أنا لن أرضى بغير ثأر أبي وصغير أختي ، الذي قتلهم الدعامة وكيكل هو المسؤول عن قتلهم ، فالمجرم لن يحميه القانون ، ومجرد الإحتفاء به خيانة …لنا عودة





