مُعدة فلم (ما وراء الكلمة) عن التنمر بالجامعات ميسون أسامة لفجاج: رسالة الفلم واضحة جداً ايقاف التنمر والسينما والفن لهما دور قوي جداً في ايصال الرسائل التوعوية
فجاج برس

مُعدة فلم (ما وراء الكلمة) عن التنمر بالجامعات ميسون أسامة بضيافة فجاج:
رسالة الفلم واضحة جداً ايقاف التنمر والسينما والفن لهما دور قوي جداً في ايصال الرسائل التوعوية
*اناشد المؤسسات التعليمية بتفعيل برامج توعية مستمرة حول التنمر والتشجيع علي بيئة آمنة تدعم الحوار والاحترام .. وردود الفعل تجاه الفلم كانت ايجابية*
*اخترنا ان يكون الفلم بالجامعة وليس بالمدرسة لان البعض يظن ان الطالب الجامعي اكثر وعياً . . وقصة الفلم كانت حقيقية من داخل اسوار الجامعة*
نعيش في زمن تشتد فيه الحاجة إلى تسليط الضوء على القضايا الاجتماعية الشائكة، ومن أبرزها ظاهرة التنمر التي تترك ندوبًا عميقة في نفوس ضحاياها. الأفلام الوثائقية والروائية غالبًا ما تكون مرآتنا الصادقة لهذه القضايا، ومحركًا للتغيير.
اليوم، يسعدنا أن نستضيف بصحيفة فجاج صانعة محتوى تناولت هذه القضية بجرأة وعمق في عملها السينمائي الأخير. إنها المبدعة ميسون أسامة، مُعدّة فيلم (ما وراء الكلمة) الذي أثار نقاشات واسعة وتفاعلًا كبيرًا فور عرضه.
فيلمها ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو غوص في الأبعاد النفسية والاجتماعية للتنمر، محاولًا الكشف عن دوافعه وتأثيراته، وتقديم رؤية نحو العلاج والمواجهة. سنسلط الضوء في هذا الحوار على الكواليس، والتحديات التي واجهتها، والأهداف التي سعت لتحقيقها من وراء هذا العمل المؤثر. فالى مضابط الحوار:
حاورها : صابر الهلالي

*ما الذي ألهمك تحديدًا لاختيار قضية التنمر الجامعي كموضوع مركزي لفيلمك؟ وهل استندت القصة إلى أحداث أو تجارب حقيقية؟
الشي الذي الهمني تحديدا لاختيار قضيه التنمر في الجامعة هو انو الموضوع ده قريب جدا من الواقع البنشوفو حولينا خصوصا في بيئة الجامعة اللي مفترض تكون مساحة امنه للنموء والتطور لكن للاسف في طلاب بيعانو بصمت بسبب التنمر سواء كان لفظي نفسي او اجتماعي والقصه مستندة فعليا من تجارب حقيقية مر بيها بعض الطلاب.
*كيف أجريت بحثك حول ظاهرة التنمر في البيئة الجامعية؟ وهل تعاونت مع مختصين نفسيين أو تربويين؟
اجريت بحثي حول ظاهرة التنمر في البيئة الجامعية من خلال مراجعة عدد من الكتب الأكاديمية والمقالات العلمية اللي بتتناول الموضوع، وكمان استعنت بمصادر على الإنترنت فيها دراسات ميدانية وتجارب حقيقية لطلاب تعرضوا للتنمر.
رغم إنو ما حصل تعاون مباشر مع مختصين نفسيين أو تربويين، لكن اعتمدت على آراء وتحليلات منشورة ليهم في مقالات ودراسات، ودي ساعدتني أفهم الأبعاد النفسية والاجتماعية للظاهرة بشكل أعمق، وكيف ممكن تأثر على الطالب أكاديميًا ونفسيًا واجتماعيًا.”
*هل واجهت تحديات أثناء كتابة شخصيات توازن بين كونها ضحية أو متنمّر أو شاهد على الواقعة، بحيث تكون مقنعة وغير نمطية؟
نعم، بالتأكيد واجهت تحديات أثناء كتابة الشخصيات، خصوصاً في تحقيق التوازن بين الضحية والمتنمر والشاهد. كنت حريصة إنو كل شخصية تكون إنسانية وحقيقية، ما تكون نمطية أو مكررة.
أصعب حاجة كانت إنو أكتب الشخصية المتنمرة بطريقة ما تخلي الناس تكرهها بشكل مطلق، بل يفهموا خلفياتها النفسية أو الاجتماعية الممكن تكون سبب في تصرفها. ونفس الشي بالنسبة للضحية، حاولت ما أظهرها فقط في دور الضعيف، بل كشخص عنده قوة داخلية وبيمر بتحولات.
أما الشاهد، فتعمدت يكون عنده صراع داخلي بين الصمت والوقوف مع الحق، عشان يكون أكثر واقعية ويعبّر عن مواقف ناس كتار بنقابلهم في الحياة اليومية.
*ما هي الرسالة الأساسية التي أردت إيصالها للجمهور، وتحديداً لطلاب الجامعات والمؤسسات التعليمية، من خلال هذا الفيلم؟
الرسالة الأساسية من الفيلم كانت واضحة وبسيطة:
كنت عايز أوصل فكرة إنو في كتير طلاب بيعانوا بصمت جوة أسوار الجامعة، وناس كتار ممكن يكونوا سبب في الألم دا وهم ما حاسين. الهدف إنو نخلي كل طالب أو طالبة يراجع تصرفاته، كلمته، ونظرته للناس المختلفين عنه.
الفيلم دعوة للوعي، ولخلق بيئة جامعية صحية، إنسانية، وآمنة لكل شخص.
*ما مدى صعوبة الموازنة بين الجانب الدرامي والتشويقي للقصة وضرورة تقديم معالجة واقعية وحساسة للقضية؟
القصة محتاجة تكون مشوّقة وجاذبة للمشاهد عشان يتابعها ويعيش مع الشخصيات، فحاولت أخلق توازن عن طريق رسم شخصيات حقيقية، بمشاعر معقدة، وردود فعل طبيعية، تخلي المشاهد يحس إنو شايف نفسه أو زميله
ركزت على الواقعية، وفي نفس الوقت استخدمت أدوات درامية تخلي الرسالة توصل بقوة من غير ما نجرح أو نستعرض معاناة الضحية بشكل جارح.
*لماذا اخترت التركيز على التنمر في الجامعات تحديدًا، بدلاً من المدارس، وما هي الفروق التي تريها في طبيعة التنمر في هذه المرحلة العمرية؟
*اخترت التركيز على التنمر في الجامعات* لأنو في كتير من الأحيان بيتغاضى الناس عن وجوده، باعتبار إنو الطالب الجامعي ناضج وما بيتأثر بسهولة، لكن الحقيقة مختلفة.
فأنا حبيت أسلط الضوء على الزاوية دي عشان أوضح إنو التنمر ما مربوط بسن، لكن بالوعي، وإنو ضروري نحمي بعض في كل المراحل، خاصة لما نكون في بيئة أكاديمية المفترض تكون آمنة ومحفزة.
*كيف حرصت على أن يعكس الفيلم الأشكال المختلفة للتنمر (اللفظي، الاجتماعي، الإلكتروني) المنتشرة في الوسط الجامعي؟
حرصت في الفيلم على تقديم أنواع متعددة من التنمر عشان أوصل رسالة شاملة تعكس الواقع داخل الوسط الجامعي، فمثلاً:
التنمر اللفظي: ظهر من خلال التعليقات الجارحة، السخرية من لهجة أو مظهر الطلاب، أو استخدام ألفاظ تقلل من قيمة الشخص.
التنمر الاجتماعي: بيّنته في مشاهد التهميش والعزل، زي إنو مجموعة ما تقبل زميل جديد أو تنشر عنه إشاعات تخليه وحيد ومنبوذ.
*التنمر الإلكتروني ظهر في مشهد نشر صورة أو تعليق على السوشيال ميديا بغرض الإحراج، أو حتى التنمر عن طريق الجروبات الجامعية.
-
جانب من إعداد فيلم ما وراء الكلمة ركزت على إنو كل نوع يتم عرضه بطريقة مقنعة وقريبة من الواقع؟
بدون مبالغة،حتى يحس المشاهد أن هذا الامر ممكن يحدث معه أو حواليه في الجامعة، وده ساعد على توصيل الفكرة بواقعية وحساسية.
*هل ترين أن السينما والفن يمكن أن يلعبا دورًا فعالًا ومباشرًا في الحد من هذه الظاهرة أو تشجيع الضحايا على التحدث؟
نعم، السينما والفن ليهم دور قوي جدًا، لأنهم بيقدروا يوصلوا الرسائل بشكل مؤثر وبسيط، ويكسروا حاجز الصمت، ويشجعوا الضحايا إنهم يتكلموا ويحسوا إنهم ما وحدهم.
*ما هو تعليقك على ردود الفعل الأولية التي وصلتك حول معالجة الفيلم لقضية التنمر؟
ردود الفعل كانت إيجابية جداً، والكثير عبّروا عن تأثرهم بالفيلم وشكروا على طرح القضية بشكل واقعي وحساس.
*ما هي النصيحة التي توجهيها كـ سيناريست للمؤسسات التعليمية أو للطلاب الذين يشهدون حالات تنمر؟
أنصح المؤسسات التعليمية بتفعيل برامج توعية مستمرة حول التنمر وتشجيع بيئة آمنة تدعم الحوار والاحترام. وللطلاب، أقول لهم لا تترددوا في طلب المساعدة والتحدث مع الجهات المختصة، لأن الصمت يعزز المشكلة، والشجاعة في مواجهة التنمر بداية لحلها.

*كيف تطورت رؤيتك الشخصية لظاهرة التنمر منذ بداية البحث والكتابة وحتى مشاهدة الفيلم على الشاشة؟
بدأت رؤيتي للتنمر كمشكلة سطحية، مجرد مضايقات عابرة، لكن مع البحث والكتابة تعمقت فهمت أبعادها النفسية والاجتماعية وتأثيرها العميق على الضحايا. وبعد مشاهدة الفيلم على الشاشة، أصبح الموضوع أكثر واقعية وحساسية بالنسبة لي، وأدركت أهمية تسليط الضوء عليه لدعم المتضررين وتحفيز التغيير.
*هل هناك مشهد معين في الفيلم تشعرين أنه كان الأكثر تحديًا لكتابته من الناحية العاطفية أو التقنية؟
أكثر المشاهد تحديًا كان مشهد دخول الطالب للجامعة وهو متردد، وكذلك اللقاء مع الطبيب النفسي، لأنهما يحملان عمقًا عاطفيًا كبيرًا ويتطلبان دقة في الأداء والتصوير لنقل المشاعر بشكل واقعي ومؤثر.
*ما هي المشاريع المستقبلية التي تخططين للعمل عليها؟ وهل ستستمر في التركيز على قضايا اجتماعية شائكة؟
فعليًا نحن بدنا حالياً في العمل على مشاريع جديدة تركز على القضايا الاجتماعية المهمة، كفريق متعاون حريص على تسليط الضوء على هذه المواضيع ومتابعتها باستمرار.
*هل تعتبري هذا الفيلم مجرد عمل فني، أم أنه بمثابة دعوة للعمل أو بداية حوار مجتمعي أوسع حول التنمر في الجامعات؟
أعتبر هذا الفيلم أكثر من مجرد عمل فني، فهو دعوة حقيقية لفتح حوار مجتمعي أوسع حول قضية التنمر في الجامعات، بهدف التوعية والتحفيز على التغيير الإيجابي.
*ختاما ماذا تحبي ان تقولي عبر صحيفة فجاج؟
ختاماً، أتقدم بأسمى آيات الشكر والامتنان لصحيفة فجاج على منحي هذه الفرصة للتحدث والتواصل مع القراء. أود أن أوجه رسالة هامة لكل الناس، أن التنمر كلمة صغيرة لكنها قد تكون كاللكمة القوية التي تجرح وتترك أثرًا عميقًا، فعلينا جميعاً أن نكون واعين ونتوقف عن هذه الممارسات. كما أشكر جزيل الشكر الدكتور صابر على دعمه المتواصل، وفريقي العزيز الذي لم يدخر جهداً في إخراج الفيلم بهذه الصورة المميزة. بدون اجتهادهم وعملهم الدؤوب لما كانت هذه الرسالة وصلت بالشكل الذي نطمح إليه.