مقالات

كوثر هجو تكتب … ماذا لو ؟؟ لم يُنظر للمرأة في الحرب كضحية ، بل صانعة صمود 

فجاج برس

ماذا لو ؟؟

لم يُنظر للمرأة في الحرب كضحية ، بل صانعة صمود 

كوثر هجو 

ماذا لو ؟؟لم يُنظر للمرأة في الحرب كضحية ، بل صانعة صمود 
كوثر هجو

 

حين اندلعت الحرب في زوايا النزاعات المسلحة المختلفة ، وتغير الواقع في لحظات قليلة ،وازداد صوت الرصاص ، وساد الخراب كل مكان وتكممت اغلب الأفواه ، أصبح المجتمع يعاني من الحرب وفقد الأمان مبكرًا ولا يعرف سوى الخوف والدمار ، فكانت المرأة هي من ترمم ما تكسر وتحاول استعادة ما تبقى من ملامح آمان في كل بيت ، وتقود الحياة من تحت الركام  وكانت عمود للأسرة حافظت ووفرت الطمأنينة رغم القصف والخوف ، لا تقاتل في الميادين فحسب لكن تقاتل من أجل البقاء والحفاظ على البيت .

 وسط الأزمة تحولت إلى معيلة ، ربة بيت مطمئنة ،صانعة أمل وأكثر ، رغم أن الحرب تركت داخل النساء جروح عميقة من معاناة وهلع ومأساة لكنها منحتها أيضًا صلابة ، وثبات ، وقوة غير مسبوعة  وأصبحت أكثر حضور وفعالية تحملت مسؤوليات لم تكن تتحملها من قبل سواء في المنزل أو في العمل .

تجربة الحرب في السودان رغم مأساتها آلا انها عززت وعي أغلب النساء  وخرجن وحققن نجاحات كبيرة نراها الآن في كثير من أسواق العمل ، وحتى المرأة التي ما زالت تعيش وسط أزمة الحرب هي قوية صابرة ثابتة صامتة ورمز للصبر رغم خوفها من عدم توفر لقمة العيش وسط إنعدام الاستقرار والأمن والبطش واضطهاد النساء والقتل والاغتصاب والتدمير ، نتمنى بعد اندلاع أزمة هذه الحرب أن يُنظر للمرأة كعنصر أساسي في بناء الأوطان لا كائن ثانوي ، وأن تُمنح فرص حقيقية في مشاركة القرار في التنمية .

ماذا لو لم يُنظر للمرأة في الحرب كضحية ، بل صانعة صمود وقوة يجب إحترامها ودعمها 

وأن توفر  مراكز إرشاد نفسي خاصة للاتي عانين من الصدمات  والاغتصاب ، فالدعم النفسي والإجتماعي مسؤولية  لا تقبل التأجيل ، والدعم الإعلامي واجب في كسر الفكرة النمطية التي ترى أن المعتدى عليهن والناجيات من العنف الجنسي  هن ضحية حرب والتعامل معهن بشفقة ، لا بد من تجاوز فكرة الشفقة بالدعم الفعلي ودمجهن في المجتمع بكرامة وإحترام  والمطالبة بالعدالة التي تعيد لهن وللمجتمع كرامتهُ.

الحرب لن تكسرهن بل تصنع منهن نساء من نار وضياء ، هن ليس ضحايا بل رمز للقوة .

 عندما تسكت البنادق ،يعلو صوت المرأة لترميم ما أفسدتهُ الحرب .

فجاج برس

صحيفة سياسة اجتماعية شاملة مستقلة ، تدعم حرية الرأي و الرأي الاخر، وحرية الاديان ، ونبذ خطاب الكراهية و العنصرية و القبلية و الجهوية و مكافحة المخدرات ، و تدعو للسلام و المحبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى