ماذا لو ؟؟؟
كان البوح شعورًا طبيعيًا
كوثر هجو
ثمة مشاعر جائشة تضج ،وشيء عالق في القلوب ربما حنين ، وربما أحزان كغيمة ثقيلة تتمدد في الصدور، وربما خيبات داخلنا على أهبة البوح ، لكن كل هذه المشاعر نتركها ولا نستطيع منها فكاكاً نعتصرها داخلنا ونشعر بوطأة ألمها لكننا نقاوم حتى لا نقع في فخ البوح لندفع الثمن أكبر ، فيظل الشعور حبيسًا في قفص الوجدان ،واختناق للقلب ، فيصبح الصمت درع واقي نتوارى خلفه كي لا نبدو هشين من الخارج ، ولكن نتساءل ما بين الحين والآخر ماذا لو كان البوح شعوراً طبيعياً ؟؟
ماذا لو كان يعتبر شجاعة وليس ضعفاً ؟؟
كنا نستطيع أن نتشارك تلك الأحزان العالقة في منتصف القلب ، والكلمات التي نحبسها في الحناجر ، ولم تكن هناك تراكمات من الأوجاع والخيبات والألم .
كل مِنا يحق له أن يجد من يستطيع أن يتعرى أمامه من التصنع والتظاهر بالقوة ، ملجأ آمن يلجأ إليه حين تعصف به الحياة دون أن يتردد ، شخص لا يخذله حين يبوح .
لكن يبقى الخوف والحذر هو دليل للكتمان ، الكتمان الذي أشبه بالنزيف الداخلي يرهقك من الداخل ويجعلك تتآكل ولا يراك أحد تحمل ثقلهُ وتحارب الأرق وحدك ، وتقابل الصدمات بصمت تام ، الصمت الذي أشبه بالإختناق الذي لا يُميت لكنهُ يسحب منك تفاصيل الحياة ويفقد عينيك بريقها ، وابتسامتك لمعانها ، الصمت الذي يرافقك ليكون صديق لا يرحم ، فتتحول أنتَ إلى كتله تعاني التوتر والأمراض .
نحن يارفاق بحاجة لتعزيز ثقافة الإصغاء ، أن نجيد احتواء بعضنا ، ونكون ملاذ آمن ،وأوطان لقلوب منهكة لجئت إلينا ،
أن نجعل قلوبنا صاغية قبل أذاننا ، ونشعر بمن حولنا فالدعم النفسي في الأوقات الصعبة لا يُنسى أن نكن جديري الثقة ونجعل من البوح شعورًا طبيعيًا ، فلكتمان ما هو إلا صرخة ألم لم تجد من يسمعها .




