مقالات

علي بتيك يكتب … السنوار خيار من خيار

فجاج برس

فلق الصباح

علي بتيك
السنوار خيار من خيار

علي بتيك يكتب ...  السنوار خيار من خيار
علي بتيك

رغم الهجمة الاستعمارية الشرسة على المشرق الإسلامي منذ الحروب الصليبية ثم الحرب العالمية وتفكيك دولة الخلافة على إثر توقيع اتفاقية سايكس- بيكو التي أفضت إلى تقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات أشبه بدويلات ملوك الطوائف التي سبقت سقوط الأندلس.
وفي الألفية الثالثة زلزل المسلمون زلزالاً شديداً من الإيغور ومندناو والروهينقا وكشمير وأفغانستان مروراً بسوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا والسودان وحوصر المسلمون في الغرب وضيق عليهم..أما قضية الأمة الإسلامية المركزية في فلسطين فقد سعوا لتصفيتها منذ وعد بلفور المشؤوم والنكبة والنكسة وصولاً إلى مشاريع الاستسلام الهادفة إلى جعلها قضية لجوء وصراع حدود لا وجود بدءاً من كامبديفد واوسلو ومدريد و وادي عربة وهرولة الأنظمة العميلة الخائنة الخاطفة لأوطانها تطبيعا مع الصهاينة المعتدين.
ومع ذلك ظل المجاهدون الفلسطينيون في رباط ولم تضع فصائل المقاومة سلاحها ومنهم حركة حماس التي زفت بالأمس قائدها السنوار شهيداً في الميدان وهو الذي تمنى الشهادة لا ميتة بالكورونا والجلطات وحوادث السير.وقد سبقه ثلة من الأخيار من لدن الشيخ المؤسس أحمد ياسين ومن سبقوه مثل يحيى عياش أو اللاحقين كصلاح شحادة وإسماعيل أبو شنب والرنتيسي ونزار ريان والجعبري والمبحوح وسعيد صيام وغيرهم ليلحق السنوار بسلفه في قيادة الحركة إسماعيل هنية الذي استشهد قبله بنحو من ثلاثة أشهر ويحمد للأمة التزامها جانب المقاومة وافتخارها بقادتها ولا غرو أن سارع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها من ماليزيا إلى كندا لأداء صلاة الغائب على السنوار.
إن واقعنا الرسمي البئيس ماينبغي له أن يكون مصدراً لتفكيرنا – بل موضعاً له – حيث يعيش المسلمون الهوان والإنكفاء القطري بعدما تخلت أنظمة الحكم عن القضية وشغلت شعوبها بالملهيات والمخدرات وأزمات الداخل المصنوعة لدرجة أنه لم تجرؤ أية دولة على نعي الشهيد السنوار وتظل ماليزيا وتركيا وإيران هي الاستثناء.
لكن وحسب الوعد القرآني النصر آت وسيقيض الله للأمة قادة يعيدون سيرة الفاروق عمر وصلاح الدين الأيوبي وبيبرس حسما للصراع في جولته الأخيرة وسيصطف معهم الحجر والشجر ويتحرر بيت المقدس من دنسهم وهو مانراه قريباً ويرونه بعيداً.
إن استشهاد السنوار تعزيز لرآية الجهاد وتأكيد لخيار المقاومة طلبا لإحدى الحسنيين..
أخي قد أصابك سهم ذليل*وغدرا رماك ذراعٌ كليل
فإن أنا مُتّ فإني شهيد*وأنت ستمضي بنصر جديد
أخي إن ذرفت علىّ الدموع*وبللّت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع*وسيروا بها نحو مجد تليد
فإما إلى النصر فوق الأنام*وإما إلى الله في الخالدين

فجاج برس

صحيفة سياسة اجتماعية شاملة مستقلة ، تدعم حرية الرأي و الرأي الاخر، وحرية الاديان ، ونبذ خطاب الكراهية و العنصرية و القبلية و الجهوية و مكافحة المخدرات ، و تدعو للسلام و المحبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى