
علي أدروب.. من خريج اقتصاد إلى رائد عمل حر في ديم العرب
فجاج ـ وليد محمد
في وقت ينتظر فيه الكثير من الشباب وظائف حكومية قد لا تأتي، قرر الشاب العصامي علي أدروب – خريج جامعة النيلين – كلية الاقتصاد – أن يشق طريقه بنفسه، دون أن ينتظر “منة” الدولة أو لجنة الاختيار.
بعد أن نال شهادته الجامعية، علّقها على حائط صالونه، وبدلاً من أن ينتظر “رق القرن العشرين”، اتجه مباشرةً إلى العمل الحر، وافتتح مقهى صغير في قلب حي ديم العرب. ترك خلفه همّ “المرتب نزل؟ الحوافز طلعت؟” وبدأ مشوار الكفاح الحقيقي.
ومع مرور الزمن، فتح الله عليه، وأصبح مقهاه مقصداً للكثير من الزبائن. واليوم، أصبح علي أدروب مصدر رزق لأكثر من ثلاثة شباب يعملون معه، ينتمي كل واحد منهم لمستوى تعليمي مختلف.
“أنا ما بديهم يوميات بس.. أنا بساعدهم عشان يواصلوا قرايتهم، وبقول ليهم: التعليم مهم، مش عشان الوظيفة، عشان نفسكم.”
في جلسة خفيفة معه، روى لنا قصة كفاحه منذ النشأة، حيث قال:
“من صغري كنت بكافح عشان أكمل قرايتي. في الإجازات كنت بشتغل في المزوري والرصيف عشان أوفر قروش المدرسة، مع إنو أهلي ما قصّروا معاي، لكن كان نفسي أكفل نفسي. الحمد لله، وُفّقت. وبعد التخرج، ما مشيت لجنة الاختيار، مشيت لقدح النبي، لسوق الله أكبر.. وربنا رزقني، وزي ما شايفين، الأمور ماشة.”
وقبل أن نغادر، سألني ضاحكًا:
“إنت مرتبك كم يا وليد؟”
فأجبته:
“مرتب الدرجة الخامسة: 330 ألف.”
ضحك علي أدروب حتى كاد يسقط من الكرسي، ثم قال:
“الحمد لله إني ما بقيت موظف.. قروشك دي أنا بديها للأشبال الشغالين معاي في نهاية الأسبوع!”
العمل الحر… زيو مافي
يا شباب الما اتوظفوا: أدقشوا العمل الحر!
ويا الموظفين: أعملوا شغل إضافي، الأيام دي دايرة اجتهاد