خبير اقتصادي لفجاج: التحويل البنكي الجديد هو شفرة المستقبل
إبراهيم : يحافظ على استقرار الخدمات المالية أثناء الأوبئة أو الكوارث الطبيعية
حمدي : يعمل على مكافحة الفساد والجريمة عبر تتبع المعاملات الرقمية
خبير : يساهم في الحد من الأنشطة غير المشروعة
خاص – فجاج – فتح الرحمن زلفو
اطلق رجل الأعمال أسامة داود مشروع تحويل بنكي لا يحتاج في التعامل معه إلى هاتف زكي او انترنت.
و وجد المشروع نقدا واسعا من مختلف فئات المجتمع خشية ان يلحق ضررا بالغا بالبنوك لأن التطبيق المقترح بالإمكان استخدامه دون الحاجه الى انترنت او تلفون محمول متطور “ذكي” و ذلك عبر الرسائل النصية العادية.
فجاج التقطت القفاز لتلقي الضوء حول ما أثير من مخاوف، و طرحت تلك المخاوف على خبراء في مجال الاقتصاد و المصارف، لوضع النقاط على الحروف، و قد خرجت بالمحصلة التالية والتي سوف تكون على حلقات وقد كانت أولى المحطات مع الخبير الاقتصادي د. ابراهيم حمدي، الذي قال لفجاج:-
شفرة الاقتصاد
بيانات الخدمة التكميلية غير المنظمة Unstructured Supplementary Service Data واختصارها ussd هي في الاساس خدمة شركات الاتصالات..
حيث تمكنك من إجراء معاملات معهم عبر شفرات ترسل عبر الرسائل القصيرة.. تشمل اختيار باقات الاتصال او تجديدها أو تحويل رصيد الخ..
القطاع المصرفي العالمي استفاد من تلك الخدمة في توسعة نشاطه.. خصوصاً للشرائح التي لا تتصل بالإنترنت لأسباب مختلفة.
تحويل الأموال عبر USSD هو أكثر من مجرد أداة مالية، إذ انه محرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالأخص في الدول النامية حيث تنتشر هواتف المحمول الاعتيادية أكثر من الذكية.
أمثلة تطبيقية: في أفريقيا، ساهمت تلك الخدمات في زيادة الشمول المالي من ٢٦% إلى ٨٢ خلال عقد من الزمان. أما في آسيا، وفي الهند تحديداً ساعدت في ربط الملايين بالخدمات المصرفية الرقمية.
مؤخراً قدم بنك أفريقيا والخليج طلباً للبنك المركزي لتشغيل هذه الخدمة.
بغض النظر عن خلفية بنك افريقيا والخليج و دوافعه .. موافقة البنك المركزي للخدمة نفسها ستكون بمثابة فتح عظيم للقطاع. اذ أن الموافقة لبنك واحد معناه موافقة للقطاع كله.. وموافقة لشركات الاتصالات لتفعيل رخصها لتقديم الخدمات المالية..
وفتح مسار جديد لاستيعاب اوراق البنكنوت (نشاط تغيير العملة).. وفتح مزيد من الحسابات المصرفية.
دخول شركات الاتصالات بقوتها المالية الحقيقة سيكون بمثابة تكملة للحلقة المفقودة لتقوية القطاع المصرفي .. خاصة أن القطاع يحتاج لهيكلة وتقوية .. يصعب تحقيقها في وضع ضبابي كالوضع الحالي.
علماً بأن تطبيق بنكك المهيمن يغطي ٣٠% فقط من القطاع.. فالفرصة ما زالت مواتيه للبنوك كلها لتقديم الخدمة الجديدة.. وليس بنك أفريقيا والخليج وحده.
واخيرا..
نرجع للخدمة وفوائدها المتعددة، للبنوك، للجمهور، ولاقتصاد الدول. وذلك على النحو التالي:
١، فوائد للبنوك:
– التكلفة المنخفضة: لا تتطلب بنية تحتية معقدة أو تطبيقات متطورة، او حتي وجود فروع قريبة.
– الوصول إلى شريحة أوسع: تخدم العملاء في مناطق نائية أو من لا يملكون هواتف ذكية أو إنترنت.
– زيادة الإيرادات: ارتفاع حجم المعاملات المالية يرفع عوائد البنوك من رسوم التحويل والخدمات.
– تعزيز ولاء العملاء: توفير خدمة سريعة وبسيطة يحسن تجربة العملاء ويقلل من انتقالهم لمنافسين.و
٢، فوائد للجمهور:
– الشمول المالي: تمكين الفئات الفقيرة او غير المتعلمة من استخدام الخدمات المالية.
– السهولة والسرعة: إجراء التحويلات في أي وقت ومن أي مكان عبر خطوات بسيطة دون انتظار.
– توفير الوقت والتكلفة: تجنب الانتقال إلى الفروع أو استخدام خدمات مكلفة مثل التحويلات التقليدية.
– الدعم في الأزمات: إرسال أو استقبال الأموال خلال الكوارث أو الأزمات بسرعة.
– التعامل بدون إنترنت: مثالي في المناطق ذات الاتصال الضعيف بالإنترنت.
٣، فوائد لاقتصاد الدولة
– تعزيز الشمول المالي: دمج الفئات الضعيفة في النظام المالي الرسمي، مما يدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
– تحفيز النمو الاقتصادي: زيادة حجم المعاملات الرسمية يدعم الاستثمار وحركة رأس المال.
– تقليل الاقتصاد غير الرسمي: تحويل المعاملات النقدية إلى رقمية يزيد إيرادات الدولة وعلي المدي الطويل يحد من التهرب الضريبي .
– مكافحة الفساد والجريمة: تتبع المعاملات الرقمية يساهم في الحد من الأنشطة غير المشروعة.
– خلق فرص عمل: تطوير خدمات USSD يدعم قطاعات مثل التكنولوجيا المالية (FinTech) والخدمات اللوجستية.
– المرونة في الأزمات: الحفاظ على استقرار الخدمات المالية أثناء الأوبئة أو الكوارث الطبيعية.
جذب الاستثمارات: البنية التحتية المالية المتطورة عامل لجذب الشركات والمستثمرين الأجانب.
