ضربة جزاء
حكومة رقمية
حسن بشير
رسالة الى اصحاب القرار ؛
في الأيام الماضية، أعلنت الحكومة السودانية عن خطط لإنشاء عاصمة إدارية جديدة. لكن السؤال المهم ، هل نحن بحاجة إلى مبانٍ ضخمة ومكاتب تقليدية في زمن أصبح فيه العالم كله يتجه نحو الحلول الرقمية و في كل بيت سوداني يوجد هاتف ذكي مع خدمة الانترنت؟
الحل الأمثل للسودان اليوم ليس في بناء عاصمة إدارية مكلفة، بل في بناء حكومة إلكترونية موحدة تختصر الوقت، وتقلل التكاليف، و تضع المواطن في قلب العملية.
تخيل لو كان لكل مواطن هوية إلكترونية مرتبطة برقمه الوطني و الموبايل وموثقة بالبصمة، عبر هذه الهوية يستطيع المواطن الدخول إلى حسابه الرقمي وإنجاز كل معاملاته الحكومية من استخراج شهادة ميلاد، جواز سفر، رخصة قيادة، تسجيل الأراضي، أو حتى دفع الضرائب ….الخ، كل ذلك بضغطة زر، من أي مكان، دون الحاجة للوقوف في الصفوف الطويلة أو التعامل مع السماسرة.
الفوائد للمواطن ستكون واضحة وملموسة:
توفير الوقت والجهد: لا سفر ولا انتظار.
تقليل التكاليف: لا رشاوي ولا سماسرة.
الشفافية: كل الرسوم تدفع عبر المصارف وتذهب مباشرة لخزينة الدولة.
الخدمات أفضل وأسرع: عندما تصل أموال الدولة كاملة، تستطيع الحكومة أن تعيدها للمواطن في شكل خدمات صحية وتعليمية وبنية تحتية و أمن…الخ،
الأهم من ذلك، هذه المنصة الرقمية ستقضي على الفساد و الوسطاء الذين استغلوا ضعف النظام الإداري لعقود. المواطن سيكون هو المستفيد الأول، و الدولة ستضمن مواردها، والجميع يكسب.
بناء حكومة رقمية ليس حلماً بعيداً، بل هو خطوة ممكنة تبدأ بقرار سياسي و رؤية و اضحة. كثير من الدول التي مرت بظروف أصعب من السودان، مثل إستونيا ورواندا، نجحت في التحول الرقمي و أصبحت نموذجاً يحتذى به. فلماذا لا نبدأ نحن أيضاً من حيث انتهى الآخرون؟
السودان اليوم أمام فرصة تاريخية: إما أن ننفق الأموال على مبانٍ جديدة و نكرر الماضي، أو نستثمر في التحول الرقمي ونصنع سوداناً جديداً يضع المواطن والحكومة في قمة هرم الاوليات.
و لكم مودتي
