توقف شحنات النفط السوداني يربك أكبر تاجر نفط في العالم
أعلنت شركة فيتول (Vitol) العالمية لتجارة السلع الأساسية عن توقف عمليات تكرير النفط في مصفاتها الوحيدة بميناء الفجيرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بعد قرار السلطات الإماراتية منع استقبال السفن القادمة من ميناء بورتسودان أو التعامل مع النفط السوداني.
الخلاف بين الإمارات والسودان يوقف إمدادات النفط إلى الفجيرة
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الأمريكية أن الخطوة الإماراتية جاءت في ظل تصاعد التوتر الدبلوماسي بين أبوظبي والخرطوم، ما أدى إلى تعطيل الإمدادات إلى أحد أكثر مراكز الوقود البحري ازدحامًا في العالم، وتسبب في أزمة تشغيلية لشركة فيتول التي تعد أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط عالميًا.
مصفاة فيتول تعتمد على الخام السوداني لإنتاج وقود السفن
تعتمد مصفاة فيتول في الفجيرة على النفط الخام السوداني الذي يُشحن من ميناء بورتسودان لتحويله إلى وقود منخفض الكبريت يستخدم لتشغيل ناقلات النفط والسفن التجارية. وتشير بيانات الشركة إلى أن منتجاتها تغذي نحو 1800 سفينة سنويًا في المنطقة الواقعة بالقرب من مضيق هرمز، أحد أكثر الممرات البحرية حيوية في العالم.
الإمارات تحظر استقبال السفن السودانية منذ أغسطس
منذ أوائل أغسطس 2025، فرضت السلطات الإماراتية حظرًا على استقبال أي شحنات من وإلى الموانئ السودانية، في خطوة جاءت عقب تدهور العلاقات السياسية بين البلدين، بعد أن اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
الأزمة الدبلوماسية تؤثر على صادرات جنوب السودان
يُستخرج النفط الخام بشكل رئيسي من جنوب السودان، الدولة غير الساحلية التي تعتمد على ميناء بورتسودان لتصدير إنتاجها اليومي. وبسبب الحظر الإماراتي، تم إيقاف تدفق الشحنات التي كانت تُوجّه نحو مصفاة الفجيرة، ما اضطر فيتول إلى البحث عن مصادر بديلة للنفط الخام.
تحويل الشحنات إلى وجهات بديلة
وفقًا لبيانات شركة كبلر (Kpler) للتحليلات، لم تصل أي شحنات من جنوب السودان إلى الإمارات منذ 30 يوليو 2025، مما تسبب في توقف جزئي لأنشطة المصفاة التي تبلغ طاقتها التشغيلية نحو 100 ألف برميل يوميًا. وتم توجيه كميات من الخام إلى ماليزيا، حيث تمتلك فيتول منشأة بديلة لتكرير وقود السفن.
فيتول تشتري نفطًا بديلًا لتغطية العجز
أظهرت بيانات كبلر أن الشركة اشترت نحو مليوني برميل من النفط الخام البديل خلال أغسطس لتغطية احتياجات السوق المحلية في الإمارات. ورغم توقف تدفق النفط السوداني، نفت فيتول أن تكون اضطرت إلى تعليق عمليات التكرير بالكامل.
تزايد صادرات النفط السوداني إلى ماليزيا
تُظهر البيانات أن أكثر من 100 ألف برميل من النفط السوداني تم تصديرها إلى ماليزيا في أغسطس، وهو ارتفاع كبير مقارنة بالمتوسط الشهري البالغ 27 ألف برميل خلال السنوات الخمس الماضية.
انعكاسات الحظر على سوق الطاقة الإقليمي
توقّع محللون أن يؤدي استمرار الحظر الإماراتي إلى اضطرابات في سوق وقود السفن الإقليمي، وارتفاع التكاليف التشغيلية للشركات العاملة في موانئ الخليج العربي، مع زيادة الاعتماد على مصادر بديلة من آسيا وأفريقيا.
فيتول تلتزم الصمت حول تفاصيل التشغيل
ورغم الجدل المتصاعد، رفضت شركة فيتول التعليق على أنشطة مصفاة الفجيرة، مؤكدة فقط أنها تعمل على ضمان استقرار إمدادات الوقود البحري في المنطقة بالتنسيق مع الشركاء المحليين والدوليين.
سودافاكس
