
رسالة تربوية
ا. ياسر عبد الله ابو آسر
أدوار الأسرة والتغيرات المعاصرة الواقع والحلول
خمس ظواهر اجتماعية تحدث لأول مرة في العالم فلا بد أن نتأملها ونستوعبها وهي علي النحو التالي
أولًا: لأول مرة يشهد العالم جيلًا تكون معرفة الأبناء فيه أكثر من الآباء، حتى أن أسئلة الأبناء للآباء صارت اختبارية وليست معلوماتية فصار الطفل اليوم يسأل والديه ثم يفتح النت ليتأكد من صحة جوابهما.
ثانيًا: لأول مرة يحصل في العالم أن الأسرة لا تجد وقتًا للتربية و إنما هي مشغولة في الأعمال والأكل و النوم و الترفيه و متابعة و سائل التواصل الاجتماعية إدمانًا عليها.
ثالثًا: لأول مرة تصبح العلاقة بين الجنسين سهلة و طبيعية و عادية ، و صار الوالدان لا يستطيعان منعها و مراقبتها سوى القيام بردود أفعال سريعة وغير ناضجة.
رابعًا: لأول مرة تعيش الأسرة في ديون كثيرة تقترضها وتصرف من دخلها على الأمور الاستهلاكية اليومية والترفيهية أكثر من الأمور الرأسمالية التي تعود عليها بالنفع في المستقبل.
خامسًا: لأول مرة ينقسم الجيل الواحد في المجتمع إلى عدة أجيال، ففي السابق كان لدينا ثلاثة أجيال واليوم في الجيل الواحد ثلاثة أجيال وكل جيل له لغته ومفاهيمه حتى لو كان بين الأخ وأخيه خمس سنوات تشعر من خلال حديثهما كأنهما جيلان منفصلان.
كل هذه المفاهيم تدعمها وتروّج لها المجتمعات الافتراضية على النت، و يتبناها أطفالنا من غير علمنا ثم نكتشف بعد مدة أن أطفالنا ليسوا نتاج تربيتنا
و ذلك لسهولة وصول المعلومة إليهم وتنوّع مصادر التلقي والمعرفة عندهم وأعرف بعض الأسر حاولت جاهدة أن تشدّد الرقابة و وضع القوانين المانعة في بيتها من الغزو التكنولوجي
و لكن القضية خرجت من سيطرتها و بدأت تضرب أخماسًا في أسداس ووقعت في حيرة لا تعرف كيف تخرج منها.
و كما ذكرت خمس ظواهر اجتماعية لواقعنا الاجتماعي.
سأذكر خمسة حلول عملية مقابلها لنتجاوز هذه الفجوة الرقمية بيننا وبين أبنائنا وهي:
أولًا: أن يعيش الوالدان عصرهما من خلال متابعة الجديد وقبول أن يتعلما من أبنائهما .
ثانيًا: أن تتبنى الأسرة دور التفاعل الواعي مع المجتمع و قضاياه الفكرية و الاجتماعية المطروحة ولا يعزل الوالدان أبناءهما عنه .
ثالثًا: الاهتمام بالتثقيف الديني والتركيز على الإيمان و تزيينه في قلوب الأبناء؛ لأنه هو العاصم من القواصم فالإيمان كان سببًا في نجاة نوح من الطوفان
وحفظ ابراهيم من الحرق بالنار،
و إنقاذ موسى من الغرق في البحر وحفظ يوسف من امرأة العزيز ونستطيع بالإيمان بأن نحفظ أبناءنا من الانحراف التكنولوجي، فالإيمان كنز التربية.
رابعاً : الحوار ثم الحوار ثم الحوار مع أبنائنا والاستماع لهم ومناقشتهم وتفهّم آرائهم .
خامسًا: التركيز على مفهوم القدوة الوالدية فإنها تختصر المسافات التربوية وتعين على الصناعة النموذجية للمنهج النبوي.
فهذا قانون ( 5×5) لحفظ أبنائنا تكنولوجيًّا فلو عملنا به و طبّقناه لضمنّا جيلًا تربويًّا مميزًا بإيمانه وفهمه و تعامله مع واقعه مستثمرًا الاختراعات في توصيل القيم ونتاج الحضارات.
دمتم_بخير