بقلم: إبتسام حفيظي …. الجزائر
حين تسرقك عيناي…
حين تسرقك عيناي من زحام العالم،
أخبّئك بين أهدابي،
كأنك سرّ صغير أخشاه… وأعبده،
أدعو ألا يراك أحد،
كأن نظري صار معبدي،
وأنت فيه الصلاة… والسكون… واليقين.
أراك لا كالبشر،
بل كإعجاز المطر حين يلامس عطش الأرض،
كطفلٍ يركض في أول فرحه،
كوشوشة شمسٍ لم تستطع الغيوم إسكاتها،
كحرفٍ خُلق ليُقال لك وحدك،
وصمتٍ لا يُفهَم إلا إذا نظرتَ إليّ.
حين تضحك،
ينهار الوقتُ في صدري كقلاع الرمل،
ويُعيدني صوتك إلى طفولتي،
إلى ضوءٍ كنتُ أظنني فقدته،
لكنّه كان فيك… منذ البداية.
وتولد في قلبي قارةٌ جديدة
اسمها: “أنت”. ده
قارةٌ لا حدود لها،
لا جواز سفر،
لا لغة،
فأنت الوطن واللغة والمرافئ والشتات.
أحنّ إليك حتى وأنت أمامي،
كأنك وهمٌ جميل لا يكفيه الحضور،
وأشتاقك أكثر إن تحدّثت،
فصوتك قصيدةٌ لم تُكتب…
تُرتلها نجوم الليل، وتغار منها القصائد،
وأنا بين كل السطور… أغار.
أحبك…
كما يُحب العطر زهرته،
كما يحتضن البحر موجته،
كما تُحب القصيدة صدر شاعرها،
كما تعانق الذاكرة لحظةً لا تموت.
تعال…
دعني أرتّب فوضاك في قلبي،
أرمّم كسورك بشغفي،
وأمنحك وطناً من نبضي،
خيمةً من حضني،
وغيمةً من حنيني،
فلا شيء في هذا الكون
أشهى من غفوتي على كتف صوتك.
ولا أعذب…
من أن أستفيق على نبضك،
وأنا أهمس لك:
ابقَ هنا… فأنا لا أريد أن أنجو من حبك.





